مقالات

محمد جرامون .. يكتب : إياكم أن تحدثونا

الواقع الآليم المخزى المشين والمشاهد المفزعة التى تفوق أى تخيل فى غزة والتى يتابعها العالم أجمع ، لا تحتاج إلى الإعلان الرسمى الذي أعلنته الأمم المتحدة أمس عن حدوث مجاعة غير مسبوقة يروح ضحيتها يومياً العديد من أطفال ونساء وشيوخ أهالينا في غزة.

الإكتفاء بالكلام والبيانات والشجب والندب دون وجود أفعال حقيقية على أرض الواقع لإيقاف الحرب فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية من ماء وغذاء ودواء دون توقف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، هو تواطؤ يقترب من مشاركة الكيان الصهيونى فيما يفعله من إجرام غير مسبوق فى التاريخ.

أيها العالم الصامت الخانع، ألا يكفيكم كل هذا القتل فى غزة ؟ ألم يكفكم كل هذا الهدم للبيوت والمستشفيات وكل مصادر الحياة فى غزة ؟ ألم يكفكم مشاهد الأطفال المجوعين الذين أصبحوا جلدا على عظم حتى الموت ؟.

يا منظمات حقوق الإنسان إياكم أن تحدثونا عن انشطتكم و بياناتكم ودفاعكم عن حقوق الإنسان بعد كل ما يحدث فى غزة.

يا منظمات حقوق المرأة إياكم أن تُحدثونا فى مؤتمراتكم وتصدروا توصياتكم عن حقوق المرأة بعد كل ما حدث ويحدث للمرأة الغزاوية من أهوال.

يا مؤسسات ومنظمات حقوق الطفل إياكم أن تُحدثونا بعد عن أى حقوق للأطفال فى اي مكان فى العالم بعد مشاهد الجوع حتى الموت لأطفال غزة فلا كلام لكم ممكن ان يُصدق أو يُستساغ بعد ما هو واقع هناك.

يا منظمات الصحة والعلاج إياكم أن تُحدثونا عن مساهمات ولقاءات وإجتماعات هنا أو هناك بعد تدمير المنظومة الصحية بغزة وهدم المستشفيات، فلا علاج ولا دواء ولا إسعاف لمصاب.

يا منظمات حقوق الحيوان إياكم أن تُحدثونا عن حقوق الحيوانات بعد أن خرستم دون أن تتحدثوا عن أدنى حقوق الإنسان فى الحياة.

لقد سقط الجميع فى إختبار غزة سقوطاَ كبيراً مخزياً مخجلاً ولن يرحم التاريخ أحد، نعم لن يرحم التاريخ أحد ممن يعيشون الأن، ولم يعد لأهلنا فى غزة أحد سوى القادر القهار الذى نتضرع إليه ليغير الأحوال والأقدار.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى